
في مقال نُشر على الموقع التحليلي الفرنسي “أوريون 21” بعنوان “الحرب في غزة، توسيع نطاق عدم الاستقرار”، انتقد الأمير المغربي والأستاذ في جامعة بيركلي الأمريكية، هشام العلوي، موقف الغرب من حرب غزة، مشيراً إلى أن الغرب فقد مصداقيته تماماً في هذا الصراع، وأن المسألة أصبحت تتعلق بحرب ثقافية وحضارية أكثر من كونها جيوسياسية.
يسلط العلوي في مقاله الضوء على عدة جوانب تتعلق بالحرب في غزة. بما في ذلك مواقف الدول العربية مثل الأردن، مصر، المغرب، الجزائر، والدول الإسلامية مثل إيران. ولكنه يركز بشكل خاص على دور الغرب الذي يصفه بأنه فقد مصداقيته في هذا النزاع.
وأوضح العلوي أن النخبة والحكومة الفرنسية تربط بين هجمات “حماس” والمهاجرين واللاجئين المسلمين. ويعتبرون الرد العسكري الإسرائيلي جهداً شجاعاً لاستعادة الديمقراطية والدفاع عن الحضارة الغربية.
ويقول العلوي في هذا السياق: “إن حرب غزة تطرح تساؤلات جدية حول موقف الغرب في المنطقة. فالدعم الثابت الذي تقدمه الحكومات الغربية لإسرائيل لا يأتي فقط من حسابات جيوسياسية. بل يتشابك بشكل متزايد مع الحروب الثقافية التي تجري داخل النسيج الاجتماعي والسياسي في أمريكا وأوروبا”.
ويرى العلوي أن هذه الحرب اكتسبت طابعاً حضارياً بسبب الطريقة التي يتعامل بها الغرب مع الفلسطينيين. والتي تنعكس بشكل غير مباشر على جميع العرب والمسلمين.
سلاح معاداة السامية
كما يناقش سلاح معاداة السامية، مشيراً إلى كيف أصبح الغربيون المؤيدون لإسرائيل يساوون بين أي تعاطف مع القضية الفلسطينية ومعاداة السامية. متجاهلين معاداة السامية التي يتسم بها اليمين المتطرف الذي يدعم إسرائيل.
في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يعتمد السياسيون اليمينيون مثل دونالد ترامب على دعم من أشخاص يعادون اليهود. ولكن بالنسبة لهؤلاء، لا يُعتبر هذا معاداة للسامية، لأنهم يرون في أنفسهم مدافعين عن وطنهم. وتعتبر هذه الأصوات الصراع بين حماس وإسرائيل تجسيدًا لمخاوفها من “غزو” الأجانب لمجتمعاتها.
ويضيف العلوي أن النخبة والحكومة الفرنسية تربط بين هجمات حماس في 7 أكتوبر والمهاجرين المسلمين الذين يعتقدون أنهم يشوهون الثقافة الفرنسية. وينظرون إلى الرد الإسرائيلي على أنه جهد بطولي للدفاع عن الحضارة الغربية.
يستمر الأمير هشام في انتقاد الغرب، وخصوصاً فرنسا، قائلاً: “بالنسبة لهذه الجهات. فإن اتهامات معاداة السامية الموجهة ضد النشطاء المؤيدين للفلسطينيين ليست فقط للدفاع عن إسرائيل. بل هي جزء من حماية القوة الغربية ضد ما يرونه تهديداً من الأجانب”. ويرى أن هذا الخطاب المزدوج حول القانون الدولي، وخاصة في قضية فلسطين، يضعف الديمقراطية الغربية ويعزز الديكتاتوريات.
ويشير العلوي إلى أن الحرب في غزة اتخذت طابعاً حضارياً وثقافياً أكثر من كونها نزاعاً جيوسياسياً يتعلق بالمصالح العسكرية والاقتصادية. كما يلاحظ أن الغرب يتصرف ككتلة واحدة رغم التفاوت في مواقف دوله. بينما الدول العربية تتحرك بناءً على مصالحها الفردية وليس الجماعية.
إقرأ أيضا : https://attalitaplus.ma/?p=2365
تابعنا على منصة فايسبوك : https://www.facebook.com/Attalitaplus



