
الرباط ـ مصطفى بوزرارة
أعلن حزب الله في لبنان استشهاد أمينه العام حسن نصر الله، إثر الاستهداف الذي طال الضاحية الجنوبية، الجمعة 27 شتنبر، وكان لافتا أن بيان نعي نصر الله، وخلافا للبيانات السابقة، قفز على دوره في الحرب على الثورة والشعب السوريين، مكتفيا بالحديث عن “معارك الفداء والشرف”.
وقال بيان من حزب الله، أصدره السبت 28 شتنبر الجاري، “انتقل إلى جوار ربه ورضوانه سماحة السيد، سيد المقاومة، العبد الصالح، شهيدا عظيما قائدا بطلا مقداما شجاعا حكيما مستبصرا مؤمنا، ملتحقا بقافلة الشهداء على خطى الأنبياء والأئمة الشهداء”.
البلاغ جاء بعد ساعات من الصمت، بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، قيامه باغتيال حسن نصر الله رفقة عدد من قادة الحزب في عملية قصف دمرت عددا من المباني في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الجمعة 27 شتنبر الجاري.
وتابع البيان، “لقد التحق سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوا من ثلاثين عاما، قادهم فيها من نصر إلى نصر”.
وأفاد البيان “أن نصر الله خلف سيد شهداء المقاومة الإسلامية (عباس الموسوي ثاني أمين عام للحزب) عام 1992، حتى تحرير لبنان 2000، وإلى النصر الإلهي المؤزر 2006”.
وتطرق الحزب وهو يستعرض تاريخ أمينه العام الراحل، إلى فلسطين، التي قال عنها “وصولا إلى معركة الإسناد والبطولة دعما لفلسطين وغزة والشعب الفلسطيني المظلوم”.
واختار بيان الحزب تجاهل أمر نصر الله للتدخل في دول الجوار وعلى رأسها سوريا، التي يتهم فيها الحزب بالوقوف مع النظام، أو اليمن، أو العراق ضد الثورات الشعبية، وفضل استعمال تعميم “وسائر معارك الشرف والفداء” الفضفاض.
وبالعودة إلى بيانات الحزب، التي كان يؤبن فيها قادته، كان يتوقف عند مشاركتهم في الحرب على الثورة السورية، ويصف معارضي الحزب هناك بعبارات قدحية من قبيل “التكفيريين” و”الإرهابيين” و”عملاء أمريكا وإسرائيل”.
وزاد البيان “إننا نعزي ولي أمر المسلمين الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله والمراجع العظام والمجاهدين والمؤمنين وأمة المقاومة وشعبنا اللبناني الصابر والمجاهد والأمة الإسلامية جمعاء وكافة الأحرار والمستضعفين في العالم، وعائلته الشريفة الصابرة”.
وسجل “ونبارك لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه نيله أرفع الأوسمة الإلهية، وسام الإمام الحسين عليه السلام، محققا أغلى أمانيه وأسمى مراتب الإيمان والعقيدة الخالصة، شهيدا على طريق القدس وفلسطين، ونعزي ونبارك برفاقه الشهداء الذين التحقوا بموكبه الطاهر والمقدس إثر الغارة الصهيونية الغادرة على الضاحية الجنوبية”.
ومضى يقول “إن قيادة حزب الله تعاهد الشهيد الأسمى والأقدس والأغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء أن تواصل جهادها في مواجهة العدو وإسنادا لغزة وفلسطين ودفاعا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف”.
ولم ينس البيان مخاطبة أعضاء الحزب قائلا: “إلى المجاهدين الشرفاء وأبطال المقاومة الإسلامية المظفرين والمنصورين وأنتم أمانة السيد الشهيد المفدى، وأنتم إخوانه الذين كنتم درعه الحصينة ودرة تاج البطولة والفداء، إن قائدنا سماحة السيد ما زال بيننا بفكره وروحه وخطه ونهجه المقدس، وأنتم على عهد الوفاء والالتزام بالمقاومة والتضحية حتى الانتصار”.



