يحتفل أمازيغ المغرب، على غرار باقي دول شمال إفريقيا وأمازيغ العالم، برأس السنة الأمازيغية في 14 يناير من كل عام. عبر إحياء تقاليدهم العريقة في الطبخ، واللباس، والاحتفالات العائلية التي تجمع بين الأجواء الثقافية والفنية.
تتعدد تسميات هذا اليوم في مختلف المناطق الأمازيغية بالمغرب، مثل “إيض يناير”، “حاكوزة”، أو “إيض اسكاس”. حيث تُحْيى هذه المناسبة بطرق متنوعة تتجذر في التراث الزراعي والرعوي للمجتمع الأمازيغي. ويعتبر هذا الاحتفال أيضًا مناسبة للتأكيد على الارتباط الوثيق بالأرض وما تجود به.
وفق الباحث شريف أدرداك، يرتبط الاحتفال بالسنة الأمازيغية بالسنة الفلاحية، حيث أن الأمازيغ مجتمع زراعي ورعوي بالأساس. وأشار إلى أن هذا التشبث بالعادات والتقاليد هو انعكاس للتاريخ الذي تعرض فيه الأمازيغ لتمييز وعنف مادي ورمزي، مما عزز وعيهم وتضامنهم الهوياتي.
إقرأ أيضا : تعزيز الشراكة البرلمانية المغربية-الفرنسية: مباحثات واتفاقيات لتعميق التعاون
تختلف مظاهر الاحتفال حسب المناطق؛ ففي الأطلس المتوسط، تبدأ التحضيرات في خنيفرة مع عرض الأزياء التقليدية المحلية. وإعداد الأطباق مثل كسكس “أفتال”، وإقامة طقوس اجتماعية تشمل نصب الخيام والاحتفال بشكل جماعي. أما في الريف، فتتميز الاحتفالات بأجواء الفرح والتضامن، وتجديد الروابط الاجتماعية في مدن مثل الحسيمة والشاون.
وفي مدينة أكادير والمناطق المحيطة بها، تحتفل الأسر بإعداد أطباق تقليدية مثل “تاكلا”، و”أوركيمن”. وارتداء الملابس الأمازيغية ذات الألوان الزاهية التي تعكس الانتماء للمنطقة.
شهدت الاحتفالات تطورًا ملحوظًا مع انتقالها من القرى والجبال إلى المدن الكبرى. وهو ما وصفه أدرداك بأنه “قفزة نوعية” في انتشار الوعي بأهمية الحفاظ على الهوية الأمازيغية. وأشار إلى أن هذا التحول تعزز بعد الاعتراف باللغة الأمازيغية لغة رسمية في دستور 2011. وإعلان رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية في مايو 2023.
اليوم، تُنظم فعاليات احتفالية في مختلف المدن المغربية، مثل الرباط، والدار البيضاء، وطنجة. في خطوة تعكس اعتزاز المغاربة بموروثهم الثقافي وتاريخهم الأمازيغي الممتد.
