دولي

رسالة غير مسبوقة.. عشرات الجنود الإسرائيليين يرفضون القتال بغزة

أعلن عشرات جنود الاحتياط الإسرائيليين رفضهم العودة إلى الخدمة العسكرية في قطاع غزة. ووقعوا أول رسالة رفض خدمة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي، وفق إعلام عبري الثلاثاء.

بدعم أمريكي، أسفرت الحرب على غزة عن نحو 124 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح. معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الثلاثاء، أن 42 جندي احتياط، خدموا في الجيش خلال الحرب الراهنة. وقعوا نهاية مايو الماضي أول رسالة رفض خدمة منذ اندلاع الحرب. ووقع عشرة منهم بأسمائهم الكاملة والآخرون بالأحرف الأولى. وقالوا فيها إن “الأشهر الستة التي شاركنا فيها في المجهود الحربي أثبتت لنا أن العمل العسكري وحده لن يعيد المختطفين”.

تقدر تل أبيب وجود 120 أسيرًا إسرائيليًا في غزة. فيما أعلنت حماس مقتل أكثر من 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل. التي تحتجز نحو 9 آلاف و500 فلسطيني في سجونها.

أضاف الجنود: “لن نعود إلى الخدمة العسكرية في غزة، حتى لو دفعنا ثمن موقفنا”.

رفض الجنود الهجوم البري المتواصل على مدينة رفح (جنوب غزة) منذ 6 مايو الماضي. والذي استولت فيه إسرائيل في اليوم الثاني منه على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع مصر.

قالوا: “هذا الغزو، فضلا عن تعريض حياتنا وحياة الأبرياء في رفح للخطر، لن يعيد المختطفين (الأسرى الإسرائيليين) أحياء. إما رفح أو المختطفين، ونحن نختار المختطفين”.

تابع الجنود: “لذلك، وبعد قرار الدخول إلى رفح على حساب صفقة المختطفين. فإننا الجنود والمجندات الاحتياط نعلن أن ضميرنا لا يسمح لنا بتجاهل حياة المختطفين وإفساد صفقة أخرى”.

تتهم الفصائل الفلسطينية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى. بعد أشهر من مفاوضات غير مباشرة بوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة.

في مايو الماضي، وافقت حماس والفصائل الأخرى على مقترح اتفاق مصري قطري. لكن نتنياهو رفضه، مدعيًا أنه لا يلبي شروط إسرائيل.

ذكرت الصحيفة أن 16 من الموقعين على الرسالة يخدمون في فيلق المخابرات. و7 في قيادة الجبهة الداخلية، والبقية في وحدات المشاة والهندسة القتالية والمدرعات. فيما يخدم اثنان في وحدات النخبة (القوات الخاصة).

تال فاردي

نقلت الصحيفة عن أحدهم، تال فاردي (28 عامًا)، وهو مدرس تربية مدنية. إنه إذا تم استدعاؤه للخدمة في الشمال (لبنان)، فسينضم للجيش، لكنه لن يقاتل مجددًا في غزة.

تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”. مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر قصفًا يوميًا عبر “الخط الأزرق” الفاصل. مما خلف مئات القتلى والجرحى معظمهم في الجانب اللبناني.

أشار التقرير إلى أن إسرائيل تحتل منذ عقود أراضٍ لبنانية في الجنوب.

“انكسر فاردي عندما دخلت إسرائيل رفح، بدلاً من توقيع صفقة تبادل أسرى”. قال فاردي: “بمجرد أن بدأت العملية في رفح. شعرت أنها تجاوزت ما يمكن أن أشعر أنه صحيح أخلاقيًا، ولا يمكن تبريرها”.

بدعم أمريكي، تواصل إسرائيل حربها على غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا. وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.

كما تتحدى تل أبيب طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو. ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.

يوفال غرين

يوفال غرين، مظلي (26 عامًا)، قال إنه حتى قبل 7 أكتوبر كان يفكر بشأن استمراره في الخدمة بالاحتياط. لأنه يعارض الاحتلال وسياسة إسرائيل في الضفة الغربية. ولكنه في 8 أكتوبر، وضع شكوكه الأخلاقية جانبًا وتم تجنيده في الاحتياط.

في بداية الحرب، أعلن الجيش استدعاء 360 ألف جندي احتياط للمشاركة في القتال.

قال غرين إن الجيش تجاوز خطًا أحمر حين أمر قائد السرية الطاقم بحرق منزل فلسطيني كانوا يتواجدون فيه. عندما حان وقت مغادرتهم، وقد أحرق الفريق منازل من قبل.

تابع: “تحدثت إلى قائد السرية، وحاولت أن أفهم السبب: هل هو منزل أحد نشطاء حماس؟”.

قائد السرية أجاب بأنه “يجب إحراق المنزل حتى لا تُترك فيه معدات عسكرية وتُفضح أساليب الجيش القتالية”. لكن غرين لم يقتنع.

مايكل عوفر زيف (29 عامًا) قال للصحيفة إنه شعر بالارتباك. عندما كان في مقر عسكري وشاهد مقاتلات حربية إسرائيلية تقصف غزة.

أردف: “من الصعب جدا تحديد ما هو مبرر وما هو غير مبرر (…) في الحرب لا يُقتل 30 ألف شخص (بشكل مباشر)، بل معظمهم يُدفنون تحت الأنقاض عندما يتم قصفهم من الجو. ما يحدث هو إطلاق نار عشوائي”.

أشار إلى أن الجيش يفعل أي شيء لتحقيق أهدافه، وبينها “تفكيك حماس وإعادة المختطفين”.

استدرك: “حرق المباني دون وجود ضرورة عملياتية يتعارض مع الأوامر العسكرية وقيم الجيش الإسرائيلي، لكن يتم بالفعل تفجير وتدمير المباني”.

وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة. وأجبرت حربها نحو مليوني نسمة من سكانه البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني على النزوح في أوضاع كارثية. مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.

إقرأ أيضا : https://attalitaplus.ma/?p=2365

تابعنا على منصة فايسبوك : https://www.facebook.com/Attalitaplus

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock