تحديات سوق الأعلاف المركبة في المغرب وتوصيات مجلس المنافسة لإصلاحه
تعتبر الأعلاف المركبة عنصراً حيوياً لتحسين الإنتاجية وجودة المنتجات الحيوانية، إلا أن سوق الأعلاف في المغرب يعاني من تحديات تنافسية تعرقل تطوره واستدامته. وفقاً لتقرير مجلس المنافسة، يسيطر عدد محدود من الشركات الكبرى على الحصة السوقية، مما يحد من المنافسة ويفتح المجال لممارسات تضر بالشركات الصغيرة والمتوسطة، كتقليص الخيارات المتاحة للمستهلكين والتحكم في الأسعار.
وأشار التقرير إلى ضعف الشفافية في تحديد أسعار الأعلاف، حيث تفتقر السوق إلى معايير واضحة تربط بين تكاليف المواد الأولية والأسعار النهائية، مما يؤدي إلى تذبذب الأسعار ويضعف ثقة الفاعلين. كما تعتمد صناعة الأعلاف في المغرب بشكل كبير على استيراد مواد أولية مثل الحبوب وفول الصويا، ما يجعل السوق عرضة لتقلبات الأسعار العالمية، ويزيد من الضغوط على استقرار السوق المحلي.
إقرأ أيضا : إفلاس 250 ألف مربي بسبب احتكار الدجاج.. هل يتحرك مجلس المنافسة؟
وأوضح التقرير أن الشركات الكبرى تتمتع بقوة تفاوضية كبيرة تُمكنها من فرض شروطها التعاقدية، بينما تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة صعوبات كبيرة في التعامل مع الموردين والعملاء، مما يؤدي إلى اختلال في ديناميكية السوق.
ولتجاوز هذه الإشكالات، قدم مجلس المنافسة توصيات استراتيجية، تشمل تعزيز الشفافية من خلال وضع نظام واضح لتسعير الأعلاف المركبة يأخذ بعين الاعتبار تقلبات أسعار المواد الأولية، وتشجيع دخول فاعلين جدد للسوق للحد من هيمنة الشركات الكبرى وتعزيز التنافسية. كما أوصى المجلس بالاستثمار في البحث والتطوير لتحسين كفاءة الإنتاج، والاعتماد على المواد الأولية المحلية، بالإضافة إلى تعزيز الرقابة لمنع الاحتكار وضمان احترام قواعد المنافسة الحرة.
وأكد المجلس أهمية دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة ببرامج تمويلية وتدريبية لتعزيز قدرتها التنافسية. وتعد هذه التوصيات بمثابة خارطة طريق لتحسين سوق الأعلاف بالمغرب، بما يضمن بيئة تنافسية عادلة ويساهم في تطوير قطاع تربية الحيوانات وتحقيق الأمن الغذائي المستدام.



