
استمعت الشرطة القضائية بالرباط صباح اليوم الجمعة لعبد الحق بلشكر، مدير نشر موقع «اليوم24»، بناءً على شكاية قدمها ضده عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، بسبب مقال بعنوان «حقيقة كذبة وزير العدل». الذي اعتبره الوزير يتضمن «إهانة» و«قذفاً» و«نشر وقائع غير صحيحة».
قام وهبي برفع الشكاية إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي وافق عليها وأحالها بدوره إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرباط. والذي أحالها على «فرقة محاربة الجريمة المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة» بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بالرباط. وأوضح مدير نشر الموقع أنه جرى الاستماع إليه «في أجواء مهنية محترمة». حيث نفى التهم الموجهة إليه، معتبراً أنه مارس عمله كصحافي في توضيح حقيقة تصريح أدلى به الوزير في البرلمان. وأضاف أنه وقع على محضر الاستماع بعد انتهاء الجلسة.
تتعلق الشكاية بمقال نشره «اليوم24» بعنوان «حقيقة كذبة وزير العدل عن خبرة قضائية. قدرت متر مربع في سيدي بنور ب200 مليون». يدعي وهبي أنه تعرض للإهانة بوصفه بالكذب من طرف الموقع. ويشتكي من القذف، مطالباً بتطبيق فصول المتابعة في قانون الصحافة والنشر.
وقائع القضية
تعود وقائع القضية إلى تصريحات أدلى بها الوزير وهبي في لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب في 28 مايو الماضي. حيث انتقد «الخبراء القضائيين» مبالغتهم في تقدير قيمة الخبرات. أشار مثلاً إلى أن خبرة قضائية قدرت قيمة عقار في سيدي بنور بـ200 مليون درهم للمتر المربع. وهو ما اعتبره غير معقول حتى في مدن كبرى مثل طوكيو ومانهاتن، متهماً الخبراء بالإسهام في فساد القضاء.
بناءً على هذا التصريح، قامت «اليوم24» بالتقصي وحصلت على معلومات من الملف. حيث تبين أن النزاع يعود إلى قضية استمرت سنوات بين مواطن في سيدي بنور وبنك المغرب للتجارة الخارجية. حيث طالب المواطن بتعويض عن 4 أمتار مربعة استحوذ عليها البنك. امتد النزاع لفترة طويلة في المحاكم، وتولى عدة خبراء تقييم الأضرار. حيث قدرت الخبرة النهائية التعويض بمبلغ 800 مليون سنتيم، بينما قضت المحكمة بمبلغ أقل. حوالي 500 مليون سنتيم، لتغطية قيمة العقار (المقدر بـ20 ألف درهم للمتر) والتعويض عن الأضرار.
بسبب هذا المقال، طلب الوزير من رئيس الحكومة مقاضاة «اليوم24»، الذي أحال الشكاية على النيابة العامة. وبعد استماع الشرطة لمدير الموقع، ينتظر إحالة الملف على القضاء للبت في القضية. سنعود لمتابعة هذا الموضوع.
إقرأ أيضا : https://attalitaplus.ma/?p=2365
تابعنا على منصة فايسبوك : https://www.facebook.com/Attalitaplus



