احتجاجات في القدس..عائلات الأسرى الإسرائيليين تتحدى نتنياهو وتطالب باستكمال اتفاق غزة

شهدت مدينة القدس المحتلة، الثلاثاء، احتجاجات نظمها ذوو الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة. حيث أغلقوا طريقًا رئيسيًا للمطالبة بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار واستكمال صفقة تبادل الأسرى مع حركة “حماس”.
وتأتي هذه الاحتجاجات قبيل انعقاد اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت). في ظل تعثر الاتفاق نتيجة سياسات الحكومة الإسرائيلية.
وكانت حركة “حماس” قد أعلنت، الاثنين، تأجيل تسليم دفعة جديدة من الأسرى الإسرائيليين. والتي كان من المقرر إطلاق سراحهم السبت المقبل. بسبب ما وصفته بـ”الانتهاكات الإسرائيلية” وعدم التزام تل أبيب ببنود الاتفاق الساري منذ 19 يناير الماضي.
ووفقًا للقناة “12” العبرية، فإن العشرات من عائلات الأسرى الإسرائيليين أغلقوا أحد الطرق الرئيسية في القدس. بينما أفادت هيئة البث الرسمية بأن المحتجين أغلقوا الشارع رقم “1” في المدينة. مطالبين بعدم عرقلة تنفيذ الاتفاق وتسريع إتمامه.
وخلال الاحتجاج، قامت ناتالي تسينغاوكر، شقيقة أحد الأسرى الإسرائيليين في غزة. بإلقاء قنبلة ضوئية من أعلى أحد الجسور المؤدية إلى القدس، ورفعت شعار “المحتجزون أولًا”، في رسالة موجهة إلى الحكومة الإسرائيلية.
وفي بيان لها، اتهمت العائلات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمماطلة وعدم إرسال وفد تفاوضي لبدء المرحلة الثانية من الاتفاق. معتبرة أن سياساته تعرقل إتمام الصفقة.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن 76 إسرائيليًا ما زالوا محتجزين في غزة، في حين تحتجز إسرائيل آلاف الأسرى الفلسطينيين. بينهم نساء وأطفال، وتواجه انتقادات بسبب ممارساتها ضدهم، من تعذيب وإهمال طبي وتجويع، ما تسبب في وفاة العديد منهم.
ويتضمن الاتفاق المبرم مع حركة “حماس” ثلاث مراحل، تمتد كل منها لـ42 يومًا. على أن يتم التفاوض خلال المرحلة الأولى لبدء المرحلة الثانية، بوساطة مصر وقطر ودعم أمريكي.
عائلات الاسرى الإسرائليين
ودعت العائلات رئيس الوزراء إلى منح فريق التفاوض صلاحيات كاملة، والتعهد بالتنفيذ الكامل للاتفاق. مع تقصير المدة الزمنية لإطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة.
من جانبه، حمّل زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، في تصريح إذاعي، نتنياهو مسؤولية قرار “حماس” بتجميد تسليم الأسرى. مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يواصل عرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.
وكان من المفترض أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية الأسبوع الماضي. إلا أن نتنياهو أرجأ قراره لحين اجتماعه مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في واشنطن.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فقد توصل نتنياهو إلى تفاهمات مع إدارة ترامب بشأن مبادئ المرحلة الثانية من الاتفاق. والتي تتضمن طرد قيادة “حماس” من غزة، وتفكيك جناحها العسكري، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين.
في المقابل، قال المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة. إن المقاومة راقبت خلال الأسابيع الماضية انتهاكات إسرائيل وعدم التزامها ببنود الاتفاق. مشيرًا إلى تأخير عودة النازحين إلى شمال القطاع، واستهدافهم بالقصف. وعدم إدخال المواد الإغاثية، رغم التزام المقاومة بجميع تعهداتها.
ويعزز هذا الوضع تقارير إسرائيلية تشير إلى أن حكومة نتنياهو تعرقل عودة الحياة إلى غزة في محاولة لدفع الفلسطينيين إلى التهجير القسري. وهو ما يتماشى مع المخططات الأمريكية الرامية إلى إعادة تشكيل مستقبل القطاع.
وكان ترامب قد هدد، مساء الاثنين. بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار إذا لم تطلق “حماس” جميع الأسرى الإسرائيليين بحلول ظهر السبت المقبل.
يذكر أن إسرائيل، بدعم أمريكي، شنت عدوانًا على غزة بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025. أسفر عن استشهاد وإصابة نحو 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود.
وتواصل إسرائيل احتلال أراضٍ فلسطينية وسورية ولبنانية منذ عقود. رافضة الانسحاب منها أو السماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
إقرأ أيضا : تعزيز الشراكة البرلمانية المغربية-الفرنسية: مباحثات واتفاقيات لتعميق التعاون
تابعنا على منصة فايسبوك : https://www.facebook.com/Attalitaplus


