
أثار اغتيال زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، موجة من ردود الفعل الدولية المتباينة، حيث عبّرت العديد من الدول عن قلقها من تداعيات هذا الحدث على استقرار منطقة الشرق الأوسط، فيما دعت أطراف أخرى إلى ضبط النفس والحوار لتفادي مزيد من التصعيد.
في مركز الحدث لبنان، جاءت ردود الفعل على الحادثة محلية متوترة، حيث دعا مسؤولون سياسيون إلى الحذر من انفلات أمني شامل، وأكدت الحكومة اللبنانية في بيان رسمي أن هذه العملية تمثل “استهدافًا لسيادة واستقرار البلاد”، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لمنع أي تصعيد إضافي.
أما على الصعيد الدولي، الولايات المتحدة أصدرت بيانًا يدين الاغتيال، معتبرة أن “العنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوترات في المنطقة”. ودعت واشنطن جميع الأطراف إلى التزام الهدوء وتجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى اندلاع مواجهات عسكرية واسعة.
ومن جهته عبر الاتحاد الأوروبي عن “قلقه العميق” من تداعيات اغتيال نصر الله، مشيرًا إلى أن هذا الحدث قد يشعل فتيل صراعات جديدة في المنطقة. ودعا إلى ضرورة الحفاظ على قنوات الحوار بين الفصائل اللبنانية وجيرانها، مشددًا على ضرورة تجنب التصعيد العسكري.
أما إيران، الحليف الرئيسي لحزب الله، أعربت عن “إدانتها الشديدة” للعملية، ووصفتها بأنها “اغتيال غادر” يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة. وهددت طهران بالرد على الجهة المسؤولة عن الاغتيال، معتبرة أن نصر الله كان “رمزًا للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي”.
و في المقابل، إسرائيل امتنعت عن التعليق الرسمي على العملية، فيما ازدادت التكهنات حول ضلوعها في الاغتيال. وأفادت مصادر إسرائيلية بأن القيادة العسكرية وضعت الجيش في حالة تأهب تحسبًا لأي رد من حزب الله أو إيران.
على الصعيد العربي , الدول الخليجية التزمت الصمت الرسمي حول الحادثة، بينما أعربت بعض الأوساط الإعلامية عن ارتياحها للحدث، معتبرة أن حزب الله كان سببًا في زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وفي نفس السياق دعت روسيا من جانبها إلى تحقيق دولي عاجل لكشف ملابسات الحادثة، وحذرت من أن اغتيال شخصيات بارزة مثل نصر الله يمكن أن يؤدي إلى انفجار أمني وسياسي يصعب احتواؤه. وأضافت موسكو أن الحوار السياسي هو السبيل الوحيد لضمان الاستقرار في لبنان والمنطقة.
في الوقت نفسه، نشرت تقارير عن مظاهرات شعبية في بعض دول المنطقة، حيث خرج أنصار حزب الله في **بيروت** ومدن أخرى للتعبير عن غضبهم ومطالبة الحكومة اللبنانية بالتحقيق الفوري في الحادثة.
في ضوء هذه الردود، يبدو أن اغتيال نصر الله سيزيد من تعقيد الوضع الإقليمي الهش في الشرق الأوسط، حيث من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة تصعيدًا محتملاً بين حزب الله وإسرائيل، إلى جانب تأثيرات غير معروفة بعد على التحالفات الدولية في المنطقة.
مخاوف من التصعيد العسكري
مع تصاعد التوتر، تتزايد المخاوف من أن يؤثر اغتيال نصر الله على توازن القوى في المنطقة، ويؤدي إلى اندلاع مواجهات مسلحة بين حزب الله وإسرائيل، وهو ما قد يجرّ المنطقة إلى مواجهة واسعة النطاق. وقد عبر محللون سياسيون عن قلقهم من أن يؤدي غياب نصر الله إلى فراغ قيادي داخل حزب الله، ما قد يفتح المجال لمزيد من التصعيد، سواء داخل لبنان أو على مستوى الصراع مع إسرائيل
وقد أيضا أعربت كل من جماعة العدل والإحسان ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين وحزب العدالة والتنمية المغربي عن إدانتها الشديدة للجريمة التي نفذتها إسرائيل.
من جهتها، نعت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين حسن نصر الله ورفاقه، وأعلنت عن تنظيم وقفة شعبية في الرباط تضامنًا مع المقاومة. كما شددت في بيانها على أن خيار المقاومة هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وإسقاط مشاريع الهيمنة الصهيونية.
وفي بيانها، أعرب حزب العدالة والتنمية المغربي عن ألمه الشديد لاستشهاد نصر الله، معتبرًا أن هذا الاغتيال يؤكد الطبيعة الإجرامية لإسرائيل. وأكد الحزب أن مثل هذه الجرائم لن تزيد المقاومة إلا صمودًا، داعيًا إلى توحيد الصف العربي والإسلامي لمواجهة العدو المشترك.
أما جماعة العدل و الاحسان فاستنكرت “الآلة الإجرامية الصهيونية” التي اغتالت حسن نصر الله وزمرة من رموز المقاومة اللبنانية، معتبرة ذلك خرقًا فاضحًا لسيادة لبنان وجريمة إرهابية مكتملة الأركان تستوجب محاكمة دولية. وأكدت الجماعة أن الاغتيال لا يضعف المقاومة ولا يحسم المعارك، بل يزيد الشعوب عزيمة على مواجهة العدو. ودعت جماهير الأمة إلى مواصلة دعم المقاومة وعدم الانصياع لمحاولات نشر الهزيمة.
ختامًا، توحدت البيانات في الدعوة إلى مواصلة النضال والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مشددة على أن دماء الشهداء لن تذهب سدى، وأن طريق التحرير مستمر حتى استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والأمة العربية.
إقرأ أيضا : https://attalitaplus.ma/?p=2365
تابعنا على منصة فايسبوك : https://www.facebook.com/Attalitaplus



