
نحتفل بمرور ربع قرن على حكم الملك محمد السادس، حيث قدم خدمات جليلة للمغرب والمغاربة بكل شغف وتفانٍ وعزيمة. يجب أن نشيد بجرأة وشجاعة الملك في تقديم تحليلات عميقة لعيوب السياسات العامة واقتراح الحلول، واختيار لغة المكاشفة في التواصل مع المواطنين، ودعوته المؤسسات والأحزاب والنخب إلى قول الحقيقة بعيداً عن النقد المجرد.
قصة ربع قرن من الحكم لا تقتصر فقط على الإنجازات المتعددة الأبعاد، مثل الاهتمام بالرأسمال اللامادي والتراث الحضاري والبشري. والمبادرات الوطنية مثل التنمية البشرية وبطاقة الفنان والصحافي والمؤسسة الوطنية للمتاحف. أو الانتصارات الدبلوماسية وجذب السياح والاستثمارات الأجنبية. بل تتطلب دراسة وتفكيك “كلمة السر” وراء هذا النجاح، وهي التلاحم بين العرش والشعب.
هذا التلاحم تجلى في أكثر من مناسبة، مثل خطاب العرش لسنة 2022. حيث أكد الملك أن المغرب يتجاوز الأزمات بفضل التلاحم بين العرش والشعب وتضحيات المغاربة الأحرار. كان التلاحم سبباً في الاستقلال في عهد السلطان محمد الخامس، واسترجاع الأقاليم الصحراوية في عهد الملك الحسن الثاني. واستمر هذا التلاحم في عهد الملك محمد السادس ليقود المغرب إلى تجاوز العديد من التحديات.
من بين المحطات البارزة كانت أحداث الدار البيضاء الإرهابية سنة 2003. حيث عمل الملك والشعب معاً على تدبير تلك المرحلة الدقيقة بإعادة تنظيم الشأن الديني وتعزيز الترسانة القانونية. ثم جاءت مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية المغربية في 2007. تلتها تحديات الربيع العربي في 2011، حيث أطلق الملك إصلاحات دستورية واجتماعية هامة.
زمن كوفيد-19
في زمن “كوفيد-19″، بادر الملك إلى خلق صندوق خاص لمواجهة الجائحة وتقديم المساعدات للأسر المتضررة. وفي أغسطس 2023، عندما ضرب زلزال مدمر منطقة الحوز. أعلن الملك عن تأسيس صندوق خاص لمواجهة تداعيات الزلزال، وأظهر الشعب تلاحماً كبيراً في جهود الإغاثة والإنقاذ.
لقد أثبت التاريخ أن المغرب يخرج من الأزمات أقوى بفضل التلاحم بين العرش والشعب. حيث تحفز الأزمات على الإسراع في الإصلاحات وتقديم إجابات اجتماعية وصحية واقتصادية. تتجلى هذه الإجابات في السياسات الاجتماعية والصحية والاقتصادية التي تعزز دولة الرفاهية. مثل السجل الاجتماعي والتعويض عن فقدان العمل ودعم الحوار الاجتماعي.
وفي يونيو 2024، قاد الملك ثورة هادئة جديدة في مجال الصحة بإدراج مؤسسات صحية جديدة ضمن الاستراتيجية الوطنية. التلاحم بين العرش والشعب يظل هو كلمة السر لمواجهة التحديات والأزمات. وقد أكد الملك في خطابه في 2021 أن هذا التلاحم هو سلاح قوي للدفاع عن البلاد.
نحن نعيش الآن ربع قرن من الملاحم والانتصارات، ولحظات المكاشفة وتغيير الاستراتيجيات. وهي تطبيق عملي لعمق التلاحم التاريخي بين العرش والشعب من أجل مغرب معاصر ملتزم بقيمه وأصالته.
إقرأ أيضا : https://attalitaplus.ma/?p=2365
تابعنا على منصة فايسبوك : https://www.facebook.com/Attalitaplus



