أعمال الشغب في بريطانيا.. الشبكات الاجتماعية أو “السلاح الفتاك” لليمين المتطرف

أثارت الموجة الحالية من العنف ضد المهاجرين في عدة مدن بريطانية النقاش حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل مجموعات اليمين المتطرف لإثارة التوتر الاجتماعي، في بلد يعيش في ظل أزمة اقتصادية.

اهتزت عدة مدن في البلاد يوم السبت بسبب أعمال شغب تخللتها مشاهد عنف ونهب، مما يعكس حالة الغضب السائدة. واعتقلت الشرطة أكثر من 100 شخص، وعززت قواتها يوم الأحد لمواجهة أعمال شغب جديدة متوقعة في عدة مدن.

الهجوم بالسكين الذي أسفر عن مقتل ثلاث فتيات صغيرات يوم الاثنين الماضي في ساوثبورت (شمال غرب إنجلترا). كان السبب المباشر لأعمال الشغب. لكن هوية المعتدي، وهو مراهق من أصول مهاجرة، استُغلت من قبل مجموعات اليمين المتطرف لنشر مشاعر الكراهية ضد المهاجرين.

على وسائل التواصل الاجتماعي، تتدفق التعليقات الكراهية، حيث يستغل اليمين المتطرف الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على سوق العمل لتبرير خطابهم.

أدان خبراء وسائل الإعلام الاجتماعي سوء استخدام المنصات الاجتماعية لخدمة أهداف تتعارض مع قيم المجتمع البريطاني. ووفقًا لهم، أصبحت هذه المنصات “محركًا للانقسام” في السياق الحالي لأعمال الشغب في المملكة المتحدة.

يشير الخبراء إلى أن مكافحة الأنشطة اليمينية المتطرفة عبر الإنترنت يجب أن تصاحبها جهود ميدانية لتعزيز التماسك الاجتماعي في البلاد. كما يؤكدون على ضرورة وضع خطط لمعالجة المظالم التي يستغلها مروجو خطاب الكراهية.

يقول مولهال إن الحكومة يجب أن تنشئ استراتيجية عاجلة للتماسك المجتمعي. مشددًا على أهمية التعددية الثقافية من خلال تشجيع الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي تجمع الأشخاص من مختلف المجتمعات. وأشار إلى أنه “عندما يتفاعل الأفراد والمجتمعات المختلفة مع بعضها البعض، يصبح من الصعب نشر المعلومات المضللة”.

تبدو الحكومة التي يقودها حزب العمال عازمة على بذل كل جهد ممكن. لمنع المملكة المتحدة من الانغماس في عنف اليمين المتطرف. وينتظر الفريق الجديد الذي تولى القيادة بعد الانتخابات التشريعية في 4 يوليو عمل متعمق لإعادة التماسك الذي كان دائمًا مصدر فخر لنموذج الاندماج البريطاني.

إصابة 56 شرطيا :

قالت السلطات البريطانية إن 56 شرطيًا أصيبوا في أعمال العنف التي قام بها متطرفون يمينيون في أنحاء البلاد وأيرلندا الشمالية.

وبحسب بيانات الشرطة، أصيب 53 ضابطًا و3 كلاب بوليسية في ساوثبورت حيث بدأت الاحتجاجات مساء 30 يوليو.

انتشرت أعمال العنف اليمينية المتطرفة إلى سندرلاند على الساحل الشرقي للبلاد في 2 أغسطس. تجمع حشد من اليمين المتطرف خارج مسجد “أنوار المدينة” في سندرلاند واشتبكوا مع الشرطة. وأشعلوا النار في المركز. وأعلنت شرطة سندرلاند عن إصابة 3 من أفراد الشرطة وتوقيف 10 متطرفين.

أعقبت حوادث الشوارع في سندرلاند وساوثبورت موجة من الاحتجاجات اليمينية المتطرفة السبت والأحد.

وفي أعقاب الحادثة التي قُتل فيها 3 أطفال وأصيب 10 آخرون بينهم 8 أطفال. نشرت حسابات اليمين المتطرف على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية. أن المشتبه به هو لاجئ مسلم جاء إلى البلاد العام الماضي.

رغم إعلان الشرطة أن المشتبه به شاب رواندي يبلغ من العمر 17 عامًا وُلد في عاصمة ويلز كارديف. إلا أن جماعات يمينية متطرفة نظمت مظاهرات في ساوثبورت ضد المسلمين والمهاجرين. وبعد المظاهرة، هاجم متطرفون يمينيون مسجدًا في المدينة نفسها ونظموا احتجاجات في جميع أنحاء البلاد.

إقرأ أيضا : https://attalitaplus.ma/?p=2365

تابعنا على منصة فايسبوك : https://www.facebook.com/Attalitaplus

Exit mobile version