
ارتفعت حوادث التمييز المسجلة في ألمانيا خلال عام 2023 بنسبة 22 بالمئة مقارنة بعام 2022، لتصل إلى 10,772 حالة.
جاء ذلك في التقرير السنوي الذي أعلنت عنه رئيسة المكتب الاتحادي الألماني لمكافحة التمييز، فردا أتامان، يوم الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي في العاصمة برلين.
وأوضحت أتامان أن عدد الأشخاص الذين بلغوا عن تعرضهم للتمييز خلال عام 2023 بلغ 10,772 شخصًا، مشيرة إلى أن هذا الرقم قياسي، حيث لم يسبق أن اتصل بهذا العدد من الأشخاص بشأن التمييز. وأشارت إلى أن هذا يمثل زيادة بنسبة 22 بالمئة مقارنة بالعام السابق.
وأبرزت أن الزيادة في حوادث التمييز تشير إلى اتجاه مثير للقلق، مضيفة: “الوضع مقلق، إذ يعاني عدد أكبر من الناس بشكل مباشر من الاستقطاب الاجتماعي المتزايد والتطرف”.
وحذرت أتامان من أن ملايين الأشخاص يشعرون بالقلق بشأن مستقبلهم في ألمانيا، داعية إلى التركيز على اهتمامات واحتياجات هؤلاء الأشخاص. وأشارت إلى أن العديد من حالات التمييز لم يتم الإبلاغ عنها أو أن التقرير لم يغطي جميع شكاوى التمييز لأنها لا تدخل ضمن نطاق قانون المساواة في المعاملة، مما يعني أن العدد الحقيقي يمكن أن يكون أعلى بكثير.
ودعت أتامان الحكومة إلى إيلاء أهمية لإصلاح قانون المساواة في المعاملة، مؤكدة أنه لا ينبغي تأجيل هذا الأمر لفترة أطول، وتتوقع أن تتخذ الحكومة الفيدرالية إجراءات حاسمة ضد الكراهية والعنصرية اليومية. وشددت على ضرورة أن يوفر السياسيون الحماية للناس من التمييز.
وأشارت إلى أن الأعداد المتعلقة بالعنصرية ضد المسلمين قد زادت أيضًا.
تحالف كليم
سجل تحالف كليم، الذي يضم شبكة من المنظمات غير الحكومية ويرصد وقائع معاداة المسلمين. 1926 واقعة من هذا النوع في ألمانيا خلال العام الماضي، وسط تجاهل السلطات.
من بين تلك الوقائع، محاولة إحراق مسجد في مدينة بوخوم بعد وضع علامة الصليب المعقوف عليه. وإطلاق النار على باب منزل تقطنه أسرة مسلمة من جار يميني متطرف في ولاية ساكسونيا. ودفع امرأة على قضبان القطار في برلين بعد أن سُئلت عما إذا كانت تنتمي إلى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
يمثل هذا زيادة بنسبة 114 بالمئة في مثل هذه الوقائع خلال عام 2023. مع تصاعد الحوادث بشكل خاص بعد الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل.
جاء في تقرير أعلنه تحالف كليم خلال مؤتمر صحفي في برلين يوم الاثنين. أن السلطات لا تولي هذه الظاهرة اهتمامًا كافيًا، بل إنها تنكر وجودها. إذ تتبنى الأحزاب الرئيسية سياسات الأحزاب اليمينية المتطرفة والمعادية للإسلام، والتي زادت شعبيتها.
قفز حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي ينص في برنامجه على أن الإسلام ليس جزءًا من ألمانيا. إلى المركز الثاني في استطلاعات الرأي خلال العام الماضي. مما دفع الأحزاب الرئيسية إلى التحدث بشكل أشد صرامة إزاء الهجرة.
تصريح ممثلة كليم
وقالت ريما هنانو، ممثلة تحالف كليم في المؤتمر الصحفي: “لم تعد الشوارع أو الحافلات أو المساجد. أماكن آمنة للمسلمين أو الذين يبدو من مظهرهم أنهم مسلمون… لم تكن العنصرية ضد المسلمين مقبولة اجتماعيًا كما هي اليوم، وهي تأتي من وسط المجتمع”.
أشار تقرير كليم إلى أن الوقائع المسجلة، والتي من المحتمل أن تكون غيضًا من فيض. نظرًا للخوف من الإبلاغ عنها وعدم كفاية المؤسسات الرقابية. تضمنت 90 هجومًا على مواقع دينية إسلامية ومقابر ومؤسسات أخرى تخص المسلمين. وكانت معظم الوقائع إساءات لفظية ضد نساء، كما كانت هناك أيضًا أربع محاولات قتل.
ازدياد عدد المسلمين
ينمو عدد السكان المسلمين في ألمانيا سريعًا، خاصة منذ تدفق المهاجرين في الفترة بين عامي 2015 و2016. ويبلغ إجمالي عددهم الآن 5.5 مليون أو 6.6 بالمئة من إجمالي السكان.
وأشار تقرير كليم إلى زيادة بنسبة 140 بالمئة في جرائم رهاب الإسلام التي سجلتها وزارة الداخلية العام الماضي. كما أظهر استطلاع أن واحدًا من كل اثنين من الألمان لديه آراء معادية للإسلام.
تشير الحكومة الألمانية ومنظمات غير حكومية إلى أن وقائع معاداة السامية زادت أيضًا في أعقاب اندلاع الحرب الإسرائيلية في غزة.
إقرأ أيضا : https://attalitaplus.ma/?p=2365
تابعنا على منصة فايسبوك : https://www.facebook.com/Attalitaplus



