مجتمع

بولهريس: حريق واحة إفرا كارثة بيئية تهدد تنوع الجنوب المغربي وتستدعي تدخلاً عاجلاً

شهدت واحة إفرا بمنطقة أكادير الهناء بإقليم طاطا حريقًا مهولًا أتى على مساحة واسعة من الغطاء النباتي، مخلفًا خسائر كبيرة على مستوى الأشجار المثمرة، خاصة النخيل الذي يُعد العمود الفقري للمنظومة الفلاحية والبيئية في الواحة. وأفادت السلطات أن الحريق دمر حوالي 3,4 هكتارات وأتلف ما يقارب 500 نخلة، قبل أن تتم السيطرة عليه بتدخل فرق الوقاية المدنية والسلطات المحلية.

وفي هذا السياق، أكد محمد بولهريس، نائب رئيس منتدى تاروا ن طاطا، للثالثة+ أن الأضرار التي خلفها الحريق لا تقتصر على المستوى الفلاحي فقط، بل امتدت لتشمل النظام الإيكولوجي الهش الذي تعتمد عليه الواحة. هذا النظام يقوم على تفاعل متوازن بين الإنسان، التربة، الماء والنبات، وأي خلل فيه يهدد بتصحر تدريجي وفقدان القدرة على التجدد الذاتي.

وحذر بولهريس من التبعات البيئية طويلة الأمد لهذا الحريق، مشيرًا إلى أن واحات إفرا، مثل غيرها من واحات الجنوب المغربي، تزخر بتنوع بيولوجي نادر يشمل نباتات محلية، طيورًا مهاجرة، وحيوانات صغيرة مهددة بالاندثار في حال استمرار مثل هذه الكوارث الطبيعية دون تدخل فعال ومستدام.

أما بشأن أسباب حريق واحة إفرا، فقد أشار المتحدث إلى غياب تحقيق رسمي يحدد السبب بدقة، لكنه لم يستبعد أن تكون عوامل بشرية وراء الحادث، مثل الإهمال في تدبير النفايات الزراعية أو إشعال النار دون اتخاذ احتياطات السلامة. كما نبه إلى ضعف الصيانة الدورية للواحة، وتراكم الأعشاب الجافة، ما يجعل المنطقة عرضة للاشتعال، فضلًا عن احتمال حدوث تماس كهربائي في حال وجود تجهيزات مهترئة.

إقرأ أيضا : قلعة مكونة تحتفي بالورود وتغرق في الأزبال

وعن جاهزية المنطقة للتعامل مع مثل هذه الأزمات، صرح بولهريس بأن البنيات التحتية للوقاية شبه منعدمة، مشيرًا إلى غياب فرق التدخل السريع ومحدودية التكوين لدى الساكنة في مجال الوقاية من الحرائق. وأكد أن هذا الوضع يستدعي تدخلًا مؤسساتيًا عاجلًا لإعادة النظر في سياسات الحماية الواحية، مع إحداث وحدات محلية مجهزة وتفعيل خطط وقائية بالتعاون مع المجتمع المدني.

وختم بولهريس بتوجيه نداء عاجل لكل الجهات المعنية للتحرك من أجل إنقاذ الواحات من خطر الزوال، معتبرًا أن ما وقع في إفرا ليس حادثًا معزولًا، بل يندرج ضمن سلسلة من الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية، التهميش المؤسساتي، وسوء تدبير الموارد الطبيعية. كما شدد على ضرورة فتح تحقيق معمق، دعم الفلاحين المتضررين، وإشراك المجتمع المحلي في بلورة حلول بيئية مستدامة تحفظ للواحة دورها كمجال للعيش والكرامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock