الرباط ـ الثالثة
اختار جمهور نادي الرجاء الرياضي التفاعل مع “أحداث الفنيدق” بطريقته الخاصة، حيث وجه رسائله للقائمين على الشأن العام، موظفا كلمات أغنية “زاد الهم” لمجموعة ناس الغيوان.
ورفع جمهور الرجاء رسالته في مباراة ناديه ضد نادي “سامارتكس الغاني”، التي جرت السبت 21 شتنبر على أرضية ملعب العربي الزاولي بالدار البيضاء، في إياب الدور التمهيدي الثاني من دوري أبطال إفريقيا، وانتصر فيها الفريق المغربي بهدفين لصفر.
وحمل جمهور رسالة مكونة من أربع أشطر من أغنية “زاد الهم” لناس الغيوان، وهي كتالي؛ ” تلاغي صبيان عرايا عليهم ثقل لحديد”، “ها هو ليك المسؤول فرحان”، “ها هو ليك معري قومان”، و”ها هو ليك آه يا ليام”.
جمهور الرجاء غير كلمة واحدة من الأغنية التي تقول في الأصل (ها هو ليك “الغني” فرحان)، إلى (ها هو ليك “المسؤول” فرحان).
وينظر مراقبون على أن المقصود بهذا التغيير في كلمات الأغنية من “الغادي فرحان” إلى “المسؤول الفرحان” تعود على حزب رئيس الحكومة وشبيبته، الذين تعمدوا اتسفزاز عموم المغاربة، وهم يتحدثون عن أحسن حكومة اجتماعية في إفريقيا، في وقت يحاول فيه آلاف الشباب الهروب من المغرب سباحة إلى سبتة، طلبا لعيش كريم.
صفحة فلاسفة الرجاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قدمت شرحها لرسالة جمهور الرجاء، قائلة، إنه “غوص عميق في التراث الموسيقي للمغرب، ذاك الإبداع الذي فاجأ به جمهور الرجاء، عالم كرة القدم، حيث اتجهت حفريات إبداع الجمهور الأخضر إلى نوع موسيقي متأصل في النسيج المجتمعي المغربي.. إنه الغناء الغيواني الراقي الذي ينهل من واقع المجتمع، أحلامه، آماله، وأمانيه بالمستقبل”.
وأضافت “وقد اختار مبدعو القلعة الخضراء شذرات دقيقة من روح هاته الأغنية لناس الغيوان، ربطا مع موجات الهجرة المأساوية لشباب في عمر الزهور، في محاولة لقطع أهوال البحر للضفة الأخرى، إنه “موسم الهجرة إلى الشمال” محاكاة لرواية الكاتب السوداني الطيب صالح.
وتابعت “كانت المقاطع الغيوانية التي انتقاها الخُضر، وحاولت تضميد جروح دراما ما وقع للشباب المغربي بشمال المغرب، بتصرف في الكلمات، لكن حفاظا على كنه الأغنية، كما يلي:
تلاغي صبيان عرايا عليهم ثقل لحديد
ها هو ليك المسؤول فرحان
ها هو ليك معري قومان
ها هو ليك آه يا ليام”.
وسجلت أن هذا الانتقاء “إحالة على ما وقع لصبيان مغاربة عرايا وهم يحاولون سباحة الوصول لسبتة عبر الفنيدق، أمام عدم مبالاة المسؤولين بهاته المأساة، وثقل الحديد تشبيها بأوزار ما يتعرض له الشباب من قهر وتهميش”.
وأفدت أنها “رسالة عميقة، يسلط بها #فلاسفة_الرجاء الضوء على معيش الشباب المغربي آلامه وأحلامه، في إطار رفع منسوب رقي الجمهور بمسحة إبداعية، ومن المنابع الصافية للغناء والموسيقى المغربيين”.
ويعد هذا أول تفاعل من جماهير الكرة المغربية مع أحداث الفنيدق التي انطلقت بمحاولة آلاف الشباب العبور سباحة إلى سبتة المحتلة من مدينة الفنيدق يوم 15 شتنبر، والتي عرفت أحداثا كثيرة دفع النيابة العامة إلى فتح تحقيق فيما جرى.
