أثارت تصريحات الصحفي حميد المهداوي حول عبد الإله بن كيران وعبد الرحمن اليوسفي رئيسي الحكومة الأسبقين جدلاً واسعاً، حيث قدّم رؤية شخصية قارَن فيها بين الشخصيتين السياسيتين البارزتين في المغرب. وتضمن حديثه إشادة واضحة بخصال بن كيران، مع التأكيد على نقاط التميز بينه وبين اليوسفي، دون الانتقاص من مكانة الأخير.
وأبرز المهداوي خلال استضافته في برنامج “زاوية أخرى “أن من أهم ما يُحسب لعبد الإله بن كيران هو قدرته على إعادة المغاربة إلى دائرة الاهتمام بالشأن السياسي. فقد خلق نقاشاً حيوياً من خلال خطاباته الحادة، وتفاعله مع البرلمان، وطرحه لمفاهيم مثل “التماسيح” و”العفاريت”، وهي عبارات لم يكن أحد من قبله يمتلك الجرأة للتلفظ بها في المجال السياسي المغربي.
واعتبر المهداوي هذا الأسلوب، رغم اختلاف البعض معه، ساهم في تقريب السياسة من المواطن البسيط، الذي وجد نفسه منخرطاً في متابعة الأحداث، بعدما كان عازفاً عنها.
ويرى المهداوي أن الوعي السياسي أهم من تأمين لقمة العيش وحدها، لأن من يمتلك الوعي يستطيع أن يؤمّن الخبز، والحرشة، والمأوى، وجميع مقومات الحياة الكريمة. وفي هذا الجانب، معتبرا أن ابن كيران نجح في إحياء هذا الوعي لدى المغاربة، وهو أمر لم يتحقق بنفس الدرجة في عهد اليوسفي.
ولم ينكر المهداوي مكانة عبد الرحمن اليوسفي، إذ وصفه بأنه رجل نظيف، وطني، محترم، وأدى ما عليه بصدق وإخلاص. منتقدرا قراره بالانسحاب من الحياة السياسية بعد تجربة التناوب، معتبراً أن السياسي الحقيقي لا يتقاعد، خصوصاً إذا كان يحمل مشروعاً فكرياً أو نضالياً.
وأشاد المتحث بميزة “الرجولة” عند ابن كيران، مؤكدا أن الرجل إذا وعد أو التزم بكلمة فإنه يفي بها، دون أن يكون عرضة للغدر أو الخيانة.
وأشار إلى أن هذه الصلابة في المواقف جعلت الملك نفسه يقدّر ابن كيران ويحترمه، رغم الخلافات السياسية.
وأحد أبرز الانتقادات التي وجّهها المهداوي لليوسفي هو غيابه عن الساحة خلال المحطات الكبرى، مثل أحداث 20 فبراير، حيث لم يُسمع له صوت، في حين أن ابن كيران ظل حاضراً في المشهد، يتحدث، ينتقد، ويدافع عن قناعاته.
هذا الحضور المستمر، في نظر المهداوي، يعكس التزاماً بقضايا الشعب وعدم التنصل من المسؤولية، حتى بعد مغادرة المناصب الرسمية.
وعبّر المهداوي عن رغبته في أن يلعب ابن كيران دوراً توجيهياً داخل حزبه، دون أن يعود بالضرورة إلى القيادة التنفيذية.
واقترح أن يكون ابن كيران بمثابة مرجع اعتباري، يُرشد الحزب ويضمن استمرارية توازنه في ظل التحديات الراهنة.
