العلامة الريسوني يفتي بتوجيه ثمن الأضحية لأهل فلسطين

أكد أحمد الريسوني الفقيه المقاصدي والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على أنه يجوز توجيه ثمن الأضحية لأهل فلسطين، مضيفا أن لهم الأولوية القصوى في كل مجالات الدعم والرعاية والنصرة، بسبب ما يتعرضون له من حرب إبادة وتجويع.

وأجاز الريسوني في فتواه، توجيه ثمن الأضحية لأهل فلسطين، معتبرا أن ذلك تضحية مباركة ونوع من الجهاد، مبينا أن على المسلمين الفهم أن هذه الجهود لن تؤثر على شعيرة الأضحية وأهميتها، بل ستجعلها أكثر توازنًا واعتدالًا، وستساهم في تقديم الدعم والرعاية الضرورية لإخواننا في هذه الظروف الصعبة.

وشدد العالم المقاصدي، توصلت “الثالثة” بنسخة منه، على أن هذه النازلة تتطلب رباطًا وجهادًا للحفاظ على الهوية الإسلامية والمسلمة وحماية المسجد الأقصى المبارك. مشيرا إلى أن سكان غزة يخوضون هذا الجهاد بمفردهم، متحملين الأعباء والتداعيات تقريبًا بدون مساندة أو دعم خارجي.

وأضاف، الفقيه المقاصدي، أن ذبح الأضحية من السنن المؤكدة عند جمهور العلماء، وهي فرض على القادرين على تقديمها، حيث يضحون بها عن أنفسهم وأهليهم، ويقدمون جزءًا منها كصدقة.

وبعد أن نبه إلى اقتراب المناسبة الدينية السنوية وهي عيد الأضحى المبارك لعام 1445 هجريًا، التي تعرف إقبالا كبيرا وحرصا من المواطنين على اقتناء الأضاحي رغم الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة.

أوضح أن الفقهاء اختلفوا فيما بينهم بشأن أيهما أفضل: إقامة شعيرة ذبح الأضحية، أو توجيه ثمنها كصدقة للمحتاجين؟، مردفا، أن بعض العلماء خاصة من الصحابة والتابعين، يفضلون تقديم الصدقة على الأضحية.

واستدل الفقيه المقاصدي، بمقولة بلال بن رباح رضي الله عنه: “ما أبالي لو ضحيتُ بديك، ولأن أتصدق بثمنها على يتيم أو مغبر أَحب إليَّ من أن أضحي بها”. وبمقولة الشعبي: “لأن أتصدق بثلاثة دراهم أحب إليَّ من أن أضحي”.

إقراء أيضا: مصدر حكومي يؤكد استيراد المغرب للخروف الروماني لتوفير أضحية العيد

وتابع الريسوني، أن جمهور الفقهاء على القول بأفضلية الأضحية على مطلق التصدق بثمنها، فالصدقة أبوابها مفتوحة على الدوام وتُقدم في أي وقت، بينما الأضحية هي شعيرة دينية تُقام مرة في السنة، وتمثل إحدى مظاهر إكرام الفقراء. ورغم أن هذا القول هو الراجح في الأحوال العادية، إلا أن الضرورات تُحكم، وفي الحالات الاستثنائية ينبغي النظر فيها بخصوصيتها وفق الشريعة”.

في السياق ذاته، أشار الفقيه المقاصدي، إلى أن هذه الوضعية تنطبق على المسلمين في قطاع غزة، وعلى أهل مدينة القدس، وسكان الضفة الغربية بشكل عام، معتبرا أن المسلمين في غزة يعيشون أوضاعا صعبة بسبب جرائم الاحتلال الإسرائيلي وتداعيات حرب الإبادة التي يشنها في حقهم، حيث يشهدون تدميرًا وتخريبًا وحرقًا وتعطيلًا لكافة وسائل العيش والعمل والتعليم والعلاج.

وبناءً على هذه الوضعية، يؤكد الرئيس السابق لاتحاد علماء المسلمين، على وجوب منح أهل فلسطين ومجاهديهم الأولوية القصوى في كل مجالات الدعم والرعاية والنصرة، سواء تعلق الأمر بتوفير الدعم المالي وإعطاء الأولوية في توجيه أموال الزكاة لهم، مشددا في الوقت ذاته على أن تقديم الدعم المالي الضروري يعد فرضا على الأمة الإسلامية دعما للمجاهدين والمقاومة.

Exit mobile version