هل يحذو زعيم البوليساريو إبراهيم غالي حذو أوجلان ويدعو لإلقاء السلاح؟
بقلم: فاطمة الزهراء ايت ناصر
في عالم السياسة والصراعات المسلحة، لا يمكن وضع جميع الحركات في سلة واحدة، فهناك من نشأ ضمن رؤية سياسية واضحة، ودفع قادته ثمن مواقفهم، وهناك من وجد نفسه مجرد أداة في يد أنظمة تبحث عن تحقيق مصالحها الإقليمية.
عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، هو شخصية سياسية أثارت الجدل لعقود طويلة، خاض صراعًا مريرًا ضد الدولة التركية، مدافعًا عن حقوق الشعب الكردي. وعلى الرغم من نضاله المسلح، إلا أنه انتهى به المطاف إلى الدعوة للسلام، بعد أن قضى 26 عامًا في السجون التركية.
الدعوة لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة لتأمل عميق في الواقع السياسي، وإدراكٍ بأن السلاح وحده لا يمكن أن يكون الحل الأمثل لقضية معقدة مثل القضية الكردية. ما جعلنا نتسائل هل يحذو زعيم البوليساريو إبراهيم غالي حذو أوجلان ويدعو لإلقاء السلاح؟
إقرأ أيضا : بنت لفقيه
في هذا السياق أكد بلال لمراوي، باحث في القانون العام والعلوم السياسية، أن إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، لا يملك استقلالية سياسية حقيقية، مشددًا على أنه مجرد أداة وظيفية بيد النظام الجزائري، الذي يحركه وفق مصالحه الإقليمية.
وكشف في تصريح ل”الثالثة+” أن غالي، على عكس أوجلان، لا يتمتع بحرية القرار، ولو كان الأمر غير ذلك، لكان بالإمكان إنهاء هذا النزاع بسهولة.
وأوضح لمراوي أن جبهة البوليساريو، التي نشأت في خضم الحرب الباردة، لم تكن سوى امتداد لأجندة إقليمية ودولية، حيث استُخدمت الأيديولوجيات اليسارية كغطاء لمصالح سياسية أوسع. مشيرا إلى أنه رغم التحولات التي شهدها العالم، بقيت البوليساريو رهينة للدعم الجزائري، الذي يوفر لها الغطاء السياسي والمادي، مقابل تنفيذ أجندته في المنطقة.



