في ذكرى الزلزال الأليم…حكومة اخنوش: حصيلة صفرية!

سليمان صدقي
قبل خمسة أيام اعترف رئيس الحكومة عزيز أخنوش في ندوة صحفية ان فقط ألف منزل من أصل 59 الف المتضررة تمكنت الحكومة من تسليمها للمتضررين (دون الدخول في تفاصيل جودة المنشآة وهزالة مبلغ الدعم المقدم للأسر وطريقة صرفه وعدم شموله لكل المتضررين) ، وهي نسبة إنجاز هزيلة جدا (1.6% 😵) ما يعني أن الاغلبية الساحقة للأسر حوالي 58 الف أسرة (%84.4) كتب عليها الاستمرار في العيش في خيام متهالكة وفي العراء لاجل غير مسمى!
في المقابل، في تركيا التي وقع فيها زلزال مدمر في نفس السنة (فبراير 23)، حدد عدد المنازل المتضررة من الزلزال ب 90 ألف وحدة سكنية، لكن في الذكرى الأولى للزلزال (فبراير 24) أعلنت الحكومة إنتهاء الأشغال في 46 الف منزل بنسبة انجاز تعادل 51.1%، فيما تؤكد عزمها الوصول لـ 75 الف منزل مسلم مع نهاية هذه السنة 2024، ما يعني تحقيق نسبة انجاز تقارب 83.3%!!!!
الخلاصة أننا بين أيدي مسؤولين فاشلين، فشلو في كل شيء…فشلو في حماية بلادنا من تداعيات الأزمة الاقتصادية، وفشلو في حماية جيوب المواطنين من السرقة المقننة من شركات المحروقات وتجار المآسي في عيد الأضحى المبارك والاقطاعيين في الفلاحة، وفشلو في مواصلة سياسة الاوراش الكبرى المهيكلة حيث توقفت فجأة بعد 8 شتنبر، والان يثبتون فشلهم مجددا بالتخلف عن الوفاء بالتزامات الدولة تجاه مواطنينها في الأقاليم المتضررة من زلزال الحوز! وفي تدبير أزمة الفيضانات رغم النشرات التحذيرية الكثيرة حيث لم تتخذ الحكومة اجراءات احترازية من قبيل اجلاء المواطنين من القرى الواقعة على الوديان المهددة بالفيضانات! كما هو الشأن في الدول التي تحترم مواطنيها وكما تقضي بذلك التدابير الوقائية المتعارف عليها عالميا في مواجهة مثل هذه الأزمات…
على المستوى الاجتماعي تضاعفت معدلات البطالة، وفشل اخنوش في تنزيل ورش الحماية الاجتماعية فشلا ذريعا، وظهر ان المستفيد الوحيد من خطط الحكومة الحالية شبكات القطاع الطبي الخاص العابرة للجهات!
إقرأ أيضا : بعد عام من الزلزال… 1000 أسرة فقط أكملت بناء منزلها و50 ألفا بصدد الإنجاز
اقتصاديا كل المؤشرات الماكرو اقتصادية دالة على الأزمة الخانقة: تدني معدلات النمو بشكل مقلق، ارتفاع معدلات التضخم، ارتفاع معدلات البطالة، ارتفاع صاروخي للمديونية الخارجية، تهاوي الاستثمارات الأجنبية المباشرة، فشل تنزيل النموذج التنموي…
لكن كي لا نظلم حكومة الأزمة حقها من الانجازات، يمكن القول أنها نجحت في اتخاذ قرارات لا شعبية كان المستفيد الوحيد منها اعضاء ومنتخبو الأحزاب الثلاث (كقرار استيراد أضاحي العيد من اسبانيا وقبل ذلك من رومانيا)…ونجحت كذلك في حرمان الشباب المعطل من حقهم الدستوري باجتياز المباريات باختلاق بدعة 30 سنة، وخلقت أزمة غير مسبوقة مع طلبة كلية الطب والصيدلة، ومع حاملي الإجازة في الحقوق بعد فضيحة مباراة مهنة المحاماة، ومع السادة أساتذة أسلاك التعليم الأساسي، وحرمت النساء الأرامل من المنحة المخصصة لهن من الحكومتين السابقتين…وغيرها من المصائب أعظمها مصائب وزير العدل في مجال الاخلاق العامة والقانون الجنائي!
خلاصة القول، لم يتبق من عمر حكومة الكوارث الا سنتان نتمنى أن تمر بسلام وأمن وأمان….والسلام.


